النصر والاتحاد- دراما كروية، هوية مفقودة، ورونالدو في قفص الاتهام!

المؤلف: ليلى الجابر09.17.2025
النصر والاتحاد- دراما كروية، هوية مفقودة، ورونالدو في قفص الاتهام!

انتهت قمة الإثارة والتشويق بين فريقي النصر والاتحاد، قطبي الكرة السعودية، بانتصار ثمين للاتحاد بنتيجة 3-2 في مباراة شهدت أداءً متقلباً للفريقين وتقلبات مثيرة في مجرياتها. النصر بدأ المباراة باندفاع هجومي قوي، لكن ظهرت لديه ثغرات دفاعية واضحة استغلها الاتحاد ببراعة خلال الشوط الثاني ليقلب الطاولة ويحقق الفوز. النصر عجز عن الحفاظ على مستواه الفني الرفيع الذي قدمه في الشوط الأول، مما كشف عن وجود خلل تكتيكي وعدم انسجام بين اللاعبين.

على النقيض تماماً، ظهر الاتحاد بقيادة مدربه القدير لوران بلان، الذي نجح في تقديم أداء احترافي متميز، حيث أدار اللاعبين بعدل وذكاء، مما عزز الروح الجماعية والثقة العالية لديهم، وجعلهم خصماً عنيداً ومنافساً قوياً للجميع.

هوية ضائعة..

التقلبات الفنية والتكتيكية التي يشهدها النصر جعلت منه فريقاً يفتقر إلى الهوية والروح المميزة. هذا التراجع المفاجئ وغير المبرر، أثار حفيظة الجماهير التي وجهت انتقادات لاذعة للإدارة والمدرب، معبرة عن غضبها الشديد إزاء الأداء المتذبذب للفريق. بل إن بعض المشجعين هددوا بمقاطعة المدرجات بسبب الإخفاقات المتكررة وغير المتوقعة من اللاعبين، على الرغم من وجود نخبة من النجوم القادرين على تحقيق الفوز. يبدو أن هناك فجوة كبيرة بين المدرب واللاعبين والإدارة، أدت إلى تراجع الأداء وعدم الجدية في تحقيق الأهداف المنشودة والمستوى الذي يليق بتاريخ النادي العريق وقاعدة جماهيره العريضة.

اتهمت الجماهير النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بالتسبب في عدم استقرار الفريق والخسائر المتكررة، وذلك بسبب إضاعته للفرص المحققة، وتصرفاته التي وصفت بالأنانية والسلبية في عدم الاهتمام بتحفيز زملائه، ومحاولته إثارة الجدل بتصرفاته تجاههم، واعتماده على صناعة الفرص لنفسه لتحقيق أرقامه الشخصية، مما أثر سلباً على إبداع بقية اللاعبين. ترى الجماهير أن ذلك السبب الرئيسي في فقدان النصر لهويته، وتحوله إلى مجرد نادٍ تسويقي لا رياضي، كما وصفه البعض. لذلك، يجب التقليل من الاعتماد المفرط على رونالدو، وتوزيع الأدوار الهجومية بشكل أكثر توازناً لبناء فريق متكامل قادر على تحقيق البطولات والإنجازات، وليس مجرد الانتصارات الفردية.

نبض المدرجات

الجماهير هي السند القوي والداعم الأساسي لكل فريق، فهي اللاعب رقم 12 الذي يضفي حماسة وشغفاً على أجواء المنافسة. التنافس الجماهيري الشريف ينعكس إيجاباً على أداء اللاعبين، ويزيد من إحساسهم بالمسؤولية تجاه إسعاد مشجعيهم. فالدعم الجماهيري الهائل يمنح اللاعبين دفعة معنوية قوية وطاقة إيجابية لا مثيل لها، ليشعروا بأن كل تمريرة وكل تسديدة تحمل معها آمال وتطلعات الآلاف من المشجعين.

الجماهير هي القلب النابض للأندية، وهي التي تحول الملعب إلى ساحة حرب عاطفية وهجومية. تأثيرها يتجاوز حدود التشجيع ليشمل الجانب النفسي والمعنوي، حيث يؤثر على أداء اللاعبين وقرارات الحكام، وحتى على مجرى المباراة بأكملها. لذلك، تعتبر الجماهير علامة فارقة ومميزة لكل نادٍ، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

مستقبل بيولي مع النصر

يبدو مستقبل المدرب بيولي مع النصر في مهب الريح، إذ تشير التقارير الصحفية إلى احتمال إقالته في الفترة القادمة، وذلك بعد الخروج المرير من بطولة دوري أبطال آسيا وتراجع مستوى الفريق في دوري روشن السعودي للمحترفين. صحيح أن بيولي قدم بداية واعدة مع النصر، حيث أحدث بعض التحسينات التكتيكية وحقق نتائج إيجابية في البداية، إلا أنه فشل في تحقيق أي لقب أو الحفاظ على الاستقرار في المنافسات الكبرى، مما جعل التكتيكات المثيرة للجدل التي يعتمدها تطغى على إنجازاته.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة